الجالس على الأرض لايسقط، والناس لاترفس كلباً ميتاً
لكنهم قد يغضبون عليك إن فقتهم صلاحاً، أو علماً، أو أدباً، أو مالاً،
فأنت عندهم مذنب لاتوبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك،
وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل،
وتبقى بليداً غبياً، صفراً محطماً،
والأمر هكذا: اصمد وكن كالجبل لاتؤثر فيه حبات البرد
بل يظل شامخاً ثابتاً مؤكداً قدرته على البقاء
.
إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء، وتأثرت به،
حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك
لكن اصفح الصفح الجميل، وأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون،
واعلم أنه بقدر وزنك يكون النقد، وأن نقدهم لك تعريف جميل بك
.
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواههم، أو تلجم ألسنتهم،
ولكن تستطيع دفن أذاهم بتجافيك عنه،
بل وتستطيع أن تزيد في فضلك عليهم،
كي تربي نفسك وتقوِّم إعوجاجك
.
وأخيراً.. إن كنت تريد أن تكون مقبولاً بين الجميع،
محبوباً لدى الكل، سليماً من العيوب عند الناس،
فقد طلبت مستحيلاً، وأملت بعيداً
قبل الختام
:
تذكرت مقولة جميلة ،
قيل لرجل :
ممن تعلمت الأدب ؟
قال : من قليل الأدب
..!!!