من المعلوم أنه عندما يهل علينا شهر رمضان المبارك ، بما يوجد فيه من الخير وانفاق الصدقات ..
تُلقي الناس على بعضها البعض مقولة :
(( رمضــان كريــم )) فيرد عليه المستقبل لهذا الكلام بقوله : (( الله أكرم )) ..
فعندنا قول : (( رمضان كريم )) >> يقابله << قول : (( الله أكرم )) ..
-----------
والسؤال الآن بارك الله تعالى فيكم من الناحية العقديــة :
هل نسبة (( الكرم )) لــــــــــ : (( الزمـن )) تعني أن : الدهـر هو الذي يعطي ويجود وأنه ليس محل للحوادث ، بل هو الآتي بالحوادث و الفاعل لها وليس الله عز وجل ؟
وهل قول الله عز وجل في الحديث القدسي : { أقلب ليله ونهاره } وقوله سبحانه في الحديث القدسي : { الأيام والليالي أجددها وأبليها ، وآتي بملوك بعد ملوك } إشارة إلى أنه لا يجوز وصف الزمن بأنه هو الذي يأتي بالخير ؟
وهل يدخل ذلك تحت قول الله عز وجل حكاية عن الكافرين : { وما يهلكنا إلا الدهر } ؟
وقائل " رمضان كريم " يعلم أن المستقبل لهذا الكلام سيرد بقوله : " الله أكرم " مثل : إلقاء السلام ورد السلام .
فهل ( مجرد ) وضع الزمن في مقارنة مع رب العالمين ،، في أكثرية فعل الكرم ، من الضلال في الدين ؟
وهل يصح الاستدلال على جواز نسبة الكرم للزمـن ،، وأن الزمن هو الفاعل للكرم وهو الذي يعطي ويجود بمثل هذه الأدلة المذكورة في القرآن الكريم : [ ملك كريم – رزق كريم – زوج كريم – مقام كريم – كتاب كريم – أجر كريم – رسول كريم – إنه لقرآن كريم ]
وإن جاز نسبة الكرم للجمادات أو المعنويات أو الأحياء لأنها ذكرت في القرآن الكريم ،،
فلا ينسب الكرم للزمن لأنه جاءت الأدلة من القرآن والسنة بنفي أن يكون الدهر هو فاعل الحوادث وهو الذي أتى بها ؟
وهل كثرة تداول هذه الأقوال بين الناس تدل على صحتها ؟
هذه الأسئلة و ( الخواطر ) وضعتها بين أيديكم ..
وأرجـوا ممن رزقه الله تعالى ومن عليه بعلم أن يتفضل علينا بتبيين هذا الأمر ، وجزاكم الله تعالى كل خيـر .