مواقف عشتها
- قدمت نصائح وإرشادات لأب جلب ابنه للمستشفى تاركا إياه دون مراقبة يحوم ويهوم فيه ويلمس هنا وهناك
فيجيبك الوالد بعدها : ( خليه يموت يلا حب ربي يسهل عليه ) !
- وتخيل معي موقفا لما قدمت نصائح لشخص آخر ليحتمي من هذا الوباء , فيقول عادي هذا مكتوب ربي لا داعي لهاته الإحتياطات !
فإني مجيبه هل نأخذ من الدين جزءا ونترك الآخر الذي يفرض علينا الإتخاذ بالأسباب ؟!
- موقف آخر تواجد فيه شيخ حامل للفيروس , بعد التحقيق معه اتضح أنه لم يخرج من المنزل أبدا , بل أبناؤه فقط من يدخلون ويخرجون ومنهم من يفعل ذلك دون سبب
فهل يبقى للإبن ضمير بعد ما فعله بأبيه ؟!
- ثم تخيل وأنت منهمك في العمل , تعمل بحذر وأنت معرض لخطر العدوى في أي وقت , فقد يأتيك أحدهم حاملا للفيروس دون أعراض وقد تعرضنا لهاته الحالة سابقا مم يجعلنا نضطر لعزل أنفسنا , ثم بعد كل هذا يأتيك أحدهم يتكلم وهو بمظهر الواثق بنفسه ويقول أن الوباء غير موجود وهي مجرد مسرحية وتفاهات يتلفظ بها !
- البعض لا يعرف اصلا كيفية انتقال الفيروس ، ويجهل بالعدد الذي يستطيع الشخص الواحد نقله لغيره ، ولا يفقه في معنى la charge virale والتي يتساءل البعض لما انتقلت اليهم العدوى والبعض الاخر لم تنتقل ، ثم يأتي ليحدثنا بنظرية المؤامرة والغاز وانتهاء الوباء في 5 افريل! ابحثوا وتفقهوا بدل النسخ واللصق والنشر
- ثم يأتي إلى ذهنك أن هناك من وافته المنية من عمال الصحة أثناء عملهم وفي المقابل تجد في الشارع تدافعا من أجل شراء الزلابية وقلب اللوز وملابس العيد و و و و !!
- وعكس ما يتم الترويج له أن الأطباء يفرون من العمل , فلعلم الجميع أن كل الطاقم الطبي والشبه الطبي ممنوع عليه أن يأخذ ولو عطلة لبضع أيام في هاته الأثناء وهو أمر وزاري منذ بداية الوباء , ولكن هناك من الجهلة من هو مستريح في بيته نائم في فراشه فيعلق هنا وهناك وينشر غباؤه وحقده بتعليقاته
- يمكنك فقط أن تتخيل نفسك على مسافة الصفر مع حامل الفيروس , أكيد أنك ستخاف
فهذه هي طبيعة الإنسان , فمهما يكن فإن الطبيب إنسان أيضا وليس آلة , هو يأكل ويتعب مثلك تماما .
وهناك منا من لم يرى عائلته منذ عدة أسابيع , ومنا من يعزل نفسه في البيت داخل غرفة لوحده يتفادى قدر المستطاع التواجد مع عائلته
وإنني هنا أوجه خطابا للجاهل الذي يقول ''هاذي خدمتكم'' , أجيبه أن عملنا هو السهر على صحة مرضانا وليس قتل أنفسنا وعائلاتنا بغبائكم وتفاهاتكم التي تتصرفون بها !
نعم نعمل ليل نهار والحمد لله واجبنا اتجاه وطننا
ولكن للأسف العديد من الناس حقا لا يستحقون التضحية من أجلهم
- فإن لم تكونوا على قدر المسؤولية بالتزام بيوتكم وعدم خروجكم إلا عند الضرورة , فدعونا نحن نعود لبيوتنا وتصرفوا أنتم في المستشفى وواجهوا المرض بحنكتم وذكائكم ! فوالله تصرفاتكم للأسف تحبط المعنويات , فانتشار الوباء , يعني كثرة المرضى , وبالتالي امتلاء المستشفيات , وإذن الخاسر الوحيد هو الطاقم المتواجد هناك وهلاك الناس !
- هذه بعض المواقف فقط , والعديد منها لا يسع للوقت ذكرها هنا وتجدها مشتركة في أغلب مناطق وولايات الوطن
ففضلا نحن لم نطلب منكم المستحيل , خروجك يكون إلا لإلتزامات ضرورية تقوم بها مع واجب الأخذ بالإحتياطات اللازمة من ترك المسافة وارتداء الكمامات ...
غير ذلك يكون البيت هو مكانك الملائم
اكثروا من الدعاء , وكونوا على قدر المسؤولية بوعيكم
اليد في اليد معا لنعود إلى حياتنا الطبيعية ان شاء الله في أقرب وقت
اللهم ارفع عنا الوباء والغباء