تتميز تركيا بموقع استراتيجي فريد عند ملتقى الطرق بين الشرق والغرب، كما أنها تتمتع بقدرواسع من التنوع المناخي والجغرافي لكونها جزءاً من آسيا وأوروبا على حد سواء. وبفضل هذا الموقع الذي يحده بالبحار من ثلاثة جهات، فإنها كانت ومازالت مركزاً تجارياً هاماً تقع على خط سير طريق الحرير والتوابل
واليوم من الممكن أن يرى أي شخص بسهولة آثار ثقافات مختلفة في كل ربوع البلد بما في ذلك تلك المناطق النائية البعيدة.
وتوسعت تركيا في السنوات الأخيرة في إتاحة الفرصة للطلاب من الدول العربية لمواصلة دراستهم في جامعاتها الحكومية والخاصة، إضافة إلى تقديم المنح الدراسية المجانية في الجامعات الحكومية.
وباتت الجامعات التركية قبلة للطلاب العرب بحكم التقارب الجغرافي والتقارب في العادات والتقاليد، فضلا عن المستوى التعليمي الجيد ووجود أقسام للدراسة باللغتين العربية والإنجليزية، فضلا عن التسهيلات الممنوحة للطلاب الأجانب في مصروفات الدراسة والانخفاض النسبي في تكاليف المعيشة.
وتتيح الجامعات التركية الدراسة في كثير من التخصصات باللغة الإنجليزية، وتشير تقارير ودراسات دولية صادرة حديثاً إلى أن تركيا باتت تعد من الأماكن المثالية للحصول على تعليم ذي جودة عالية يتناسب مع نوعية حياة جيدة نسبياً للدارسين رغم انخفاض التكاليف، مما يجعل الدراسة في تركيا تحتل مرتبة متقدمة عالمياً قياسا بالدول المتطورة، إذا ما جرت مقارنة الجودة العلمية وتكاليف الرسوم الدراسية فيها ونفقات المعيشة مع البلدان الأخرى، فضلا عن وجود عدد من الجامعات التركية تأتي ضمن تصنيف أفضل 200 وأفضل 400 جامعة في العالم.
وتبدأ الأقساط السنوية للطالب في الجامعات الخاصة في تركيا 2000 دولار، كما ينفق الطالب الأجنبي بشكل تقديري في تركيا ما يقارب 350 دولار للمعيشة ما بين إقامة وطعام وتنقلات واتصالات. بينما لا تتجاوز قيمة الرسوم الإدارية مع الكتب 300 دولار أميركي في أقصى الحالات خلال السنة الدراسية الواحدة للجامعات الحكومية.
وتتفاوت قيمة الإنفاق تبعا لأماكن الإقامة وأنماط الحياة المعيشة ونوع المؤسسات التعليمية الرئيسية التي يلتحق بها الطالب للدراسة.
وتختلف تكاليف الدراسة في تركيا بين جامعة وأخرى، حكومية أو خاصة، وكذلك حسب ميزاتها، والاختصاصات المرغوبة، والسنوات الدراسية المختارة، إضافة إلى موقعها والولاية التي تتبع لها الجامعة.
ويتركز الطلاب العرب في الغالب في جامعتي إسطنبول وأنقرة الحكوميتين بالنسبة للمنح الدراسية التي تعلن عنها تركيا في شهر فبراير (شباط) من كل عام للمنح الدراسية لطلاب الثانوية العامة، كما تتوزع منح الدراسات العليا في كثير من الجامعات في مختلف محافظات تركيا، حيث يبلغ عدد الجامعات في تركيا حاليا 181 جامعة حكومية وخاصة.
وأكثر الجامعات الخاصة جذبا للطلاب من المنطقة العربية تتركز غالبيتها في إسطنبول.
ونظرا للتسهيلات لدراسة الطلاب العرب في الجامعات التركية وسهولة اندماجهم في المجتمع التركي بسبب التقارب في العادات والتقاليد فلقد حقّق الطلاب العرب نجاحا ملحوظاً بالجامعات التركية ، وقد تفوق البعض على أقرانه من الطلبة الأتراك ليحصد بعضهم المراتب الأولى في الجامعات التركية
فلقد أحرز الطالب محمد عمار الشعارالمركز الأول في جامعة إسطنبول، متقدّماً على زملائه من السوريين والأتراك في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية للعام لدراسي 2016- 2017.
كما نال الطالب حسين نجار المرتبة الأولى بتخرجه من كلية الآداب بجامعة "7 كانون أول" فيكيلس، وحققت الطالبة إنانا عبد القادر عبد اللي المرتبة الثالثة بكلية الهندسة المعمارية بجامعة أضنا وهذه أمثلة فقط عن تفوق الطلاب العرب في الجامعات التركية.
وحصد الطالب أحمد نعناعة المركز الأول في كلية الطب بجامعة غازي عينتاب، كما أحرزت الطالبة نورا بريمو المرتبة الأولى في جامعة كاراكلي في ولاية أنقرة باختصاص الهندسة الحيوية.
وأخيراً فستظل الجامعات التركية وجهة للطلاب العرب لتضعه بعد تخرجه على عتبة سوق العمل مسلاحاً بتأهيله العلمي لتجاوز كافة العقبات والتحديات للوصول إلى النجاح المنشود.