سقطت قطرة عسل على الأرض ، فجاءت نملة صغيرة فتذوّقت العسل .
ثم حاولت الذهاب لكن مذاق العسل راق لها ، فعادت وأخذت رشفة أخرى . ثم أرادت الذهاب ، لكنّها شعرت بأنّها لم تكتفِ بما ارتشفته من العسل على حافّة القطرة، و قرّرت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر .
دخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به ، لكنّها لم تستطع الخروج منه ، لقد كبّل قوائمها ، والتصقت بالأرض ولم تستطع الحركة وظلّت على هذه الحال إلى أن ماتت .
لو اكتفت النملة بقليل من العسل ما كانت لتموت .
هذه حالنا مع الدنيا ، فالدنيا هي قطرة عسل كبيرة ونحن نرتشف منها فمن اكتفى بالقليل من عسلها نجا ومن غرق في بحر عسلها أهلكته !فبعض الذنوب والمعاصي قد تحلو لصاحبها وتشده ليغرق فيها فيتحول مذاق العسل إلى مرارة دائمة ويتمنى الإنسان أنه اكتفى من عسل الدنيا بالقليل ولم يغرق فيها !"اعلمُوا أنما الْحياةُ الدُّنْيا لعبٌ ولهْو و زينةٌ و تفاخُر بيْنكُم و تكاثُرٌ في الْأمْوالِ و الأولادِ كمثلِ غيْثٍ أعجب الكُفَّار نباتهُ ثُمَّ يهِيجُ فتراهُ مُصْفرّاً ثُمَّ يكُون حُطاماً وفِي الْآخِرةِ عذابٌ شدِيدٌ ومغفِرةٌ مِّن اللهِ و رِضْوانٌ و ما الْحياةُ الدُّنْيا إلَّا متاعُ الْغُرُور".