nassima gh نائب المدير الجنس : المستوى الدراسي : Enseignante الشعبة/الإختصاص : Biochimie هوايتي : البحث العلمي مسآهمآتے : 2380 التقييم : 59 موضوع: حكاية النحلة الكسولة للصغار السبت 15 أكتوبر 2016 - 10:40 | |
| قررت إحدى النحلات عدم العمل فقد زهقت من كثرة العمل ودائماًتشكو وتئن من كثرة المجهود الذي تبذله كل يوم في رحلتي الذهابوالعودة لجمع الرحيق ، كما أنها دائماً كانت تقول لزميلاتهاإننا نتعب من أجل الآخرين ولا نستفيد شيئاًكانت زميلاتها ينظرن إليها باندهاش واستغراب شديدين ولا يردنعليها بشيء ويواصلن عملهن بجد واجتهادابتكرت النحلة حيلة جديدة للهروب من العمل ؛ فكانت تخرج كل يوم مع السربوتتظاهر بأنها تجمع الرحيقمن الأزهار وتمتصه بجدية وحماس ، ولكنها كانت تذهب إلى صديقتهاالفراشة تجلس معها على أطراف إحدى وريقاتالورد الذي يملأ الحديقة ويتبادلا الأحاديث والنقاش حتى إذا ظهر السرب عائداً إلى الخلية تسرعلتنضم إليه وتدخل مع زميلاتها إلى الخلية وتتظاهر بأنها تضع الرحيقالذي جمعته في المكان المخصص لها في الخليةكانت صديقتها الفراشة تنصحها كثيراً بضرورة العمل والجد والاجتهاد وإنه لا فائدة من حياتهابدون عمل فكانت النحلة الكسول تعنفها بشدة وتقول لها :- وأنت ماذا تعملينإنك تتجولين في الحقول والحدائق ولا عمل لك.كانت الفراشة تقول لها :- كل شئ مخلوق في الكون له عمل معينوإن الله سبحانه وتعالي وزع هذه الأعمال حسب مقدرة كل مخلوققالت لها النحلة:- كيفقالت الفراشة :- انظري إلى هذا الحمار الذي يسير هناك أنه يتكبدمن المشقة والتعب أكثر من أى مخلوق آخرولكن طبيعته التي خلقه بها الله تساعده على التحمل والصبركما أن الخالق عز وجل منحة حكمه العطاء بسخاء للآخرينودون انتظار المقابل ، كذلك انظري إلى هذا الطائر الجميل الذي يقف علي فرع الشجرةالتي بجوارك إن الخالق أعطاه منقاراً طويلاً حتى يستطيعأن يلتقط الديدان من الأرض لينظفها وهو بذلك يقدم خدمة عظيمة للفلاح ولنا نحن أيضاًقالت النحلة بتعجب :- وما هذه الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هذا الطائرقالت الفراشة :- لولا نظافة الأرض التي يقوم بها هذا الطائر لمات الزرعولن نجد حتى هذه الوردة التي نقف عليها الآنكذلك انظري إلى هذه البقرة الرابضة أسفل الصفصافة المزروعة على حافةالترعة وكيف أن الإنسان يهتم بها ويقدم لها الغذاءالمناسب في ميعاده وينظفها ويعمل على راحتها كل هذا من أجل العطاءالكثير الذي تعطيه له فهي تعطيه اللبن الذي يصنع منه الزبدوالجبن ويشربه أيضا ، والبقرة تفيد الإنسان كثيراً حيث أنها من الممكن أن تلد له صغاراً يستفيدمنها كثيراً وفوق كل هذا فهي تمده باللحم الطازج الذي يعشقه الإنسانالنحلة فاغرة فاها من كلام الفراشةوالفراشة تواصل حديثها إليها :- - ولماذا تذهبين بعيداً انظري إلى زميلاتكوهاهن عائدات من رحلتهن اليومية إن واحدة منهن لم تشك يوماً، ولم تتمرد على حياتهاأو على الخُطة التي وضعها الخالق لها ولحياتهاكانت النحلة تصُم أذنيها عن الاستماع إلى نصائح صديقتها الفراشة وكانت تتهمها دائماً بأنها تقول لها هذا الكلام حتى لا تجلس معها ولا تنعم بالراحة التي تعشقهاتركت النحلة الفراشة مسرعة حتى تلحق بالسرب وهو عائد إلى الخليةذات صباح وبينما السرب في الخارج كانت ملكة الخلية تتابع العملداخل الخلية وتتفقد الخلايا المخصصة لوضع العسلفاكتشفت أن الخانة المخصصة للنحلة الكسول خالية تماماً ولا يوجد بها أي نقطة عسلعندما عاد السرب استدعت الملكة النحلة إلىخانتها الكبيرة داخل الخلية وعنفتها بشدة وزجرتها وقالت لها :- كيف تخرجين مع السربوتعودين كل يوم ولا يوجد في خانتك ولا نقطة عسل واحدةقالت النحلة وهي منكسة الرأس :- إنني لا أجد وروداً في الحدائقوبالتالي لا أجد رحيقاً امتصه وأحوله إلى عسللذلك لا يوجد في خانتي أي عسلفكرت الملكة قليلا وهمست بينها وبين نفسها :- كيف هذا الكلام وخانات كلزميلاتها في السرب مليئة بالعسل لاشك أن هذه النحلة تكذبولكي تتأكد الملكة بأن النحلة تكذب فقد كلفت إحدى النحلات-المكلفات بحراسة الخليةبمراقبة النحلة الكسول وموافاتها بأخبارها أولا بأولفي الصباح وكالعادة خرج السرب لجمع الرحيق تتبعته نحلة المراقبة من بعيد لكي تراقب النحلة الكسولوعرفت ماذا تفعل كل يوم !! فأخبرت الملكة بذلك .انفجرت الملكة غيظاً وواجهتالنحلة بكل ما تفعله فقالت لها :- أين كنت اليومردت النحلة بثقة :- كنت مع السرب أجمع الرحيققالت الملكة :- أين الرحيق الذي جمعتيهقالت النحلة بلا مبالاة :- الرحيق ! أي رحيق ؟إن اليوم مثل كل يوم لم أجد وروداً وقاطعتها الملكة بحدة وقالت لها:- -إنك تكذبين .شعرت النحلة أن سرها انكشف وحاولت تبرير موقفها لكن الملكة واجهتها بكل ما لديها من معلوماتحيث أنها تذهب كل يوم إلى صديقتها الفراشة وتجلس معها طول رحلةجمع الرحيق ثم تعود مع السرب ظناً منها أن أحداً لن يكتشف الأمرانكسرت عيناها ونظرت إلى الأرض ، ذرفت دمعة من عينيها ، لكن كل ذلك لم يثن الملكة عن الحكمالذي أصدرته ضدها حيث حكمت عليها بالحبس في الخلية وعدم مغادرتها مطلقاًنفذت النحلة الكسول حكم الملكة دون معارضة حيث لا مجال للمعارضة لأي كلمة تقولها الملكةمر يوم ومر آخر ومرت أيام حتى شعرت النحلة بالملل من كثرة الجلوس كما أنها ضاقت بالحبس وبالخلية كلهافلم تجد شيئاً تتسلى به سوى متابعة زميلاتها في رحلة الذهاب والعودة كل يوم ، كما أنها فوجئتأن الكل داخل الخلية يعمل حتى الملكة نفسها تعمل بجد واجتهاد وتوزع المهام ، كذلك طاقم النظافةيقوم بعمله بهمة ونشاط ،وأيضاً طاقم الحراسة وكذلك الوصيفات يعملن بدأب مستمر. الجميع داخلالخلية يعمل ويعمل ولا أحد يشكو ولا أحد يجلس بدون عمل . شعرت النحلة الكسول بالخزى من موقفهاوندمت على ما فعلت ولكن بعد فوات الأوان فقد طال عليها الحبس واشتاقت للتحليقوالطيران والانطلاق ، لكنها لا تستطيع أن تفعل هذا الآن .ظلت النحلة في الحبس حتى ضعفت وهزل جسدها ومرضت مرضاً شديداً كاد أن يهلكها لولا أن الملكة أصدرتحكماً بالعفو عنها بعد أن تعاهدت النحلة أنها لن تعود مرة أخرى إلى مثل هذا العمل ؛فعادت النحلة إلى الطيرانوالتحليق وجمع الرحيق ، وأخذت تعمل وتعمل بجد واجتهاد كل يوم حتى دبت الحياة مرة أخرى في جسدهاالصغير وشعرت بقيمتها وأهميتها في الحياة وفي الخلية أيضا |
| |