أرسلت روحي إلى داري تطوف بها
لما خطانا إليها ما لها سبلُ
أن تسأل الدار إن كانت تذكرنا
أم أنها نسيت إذ أهلها رحلوا
أن تسأل السقف هل مازال منتصبًا
فوق الجدار شموخًا رغم ما فعلوا
أم أنها ركعت للأرض ساجدة
تشكو إلى الله في حزن وتبتهل
أن تسأل النخل هل أكمامه نضجت
أن تسأل التين والزيتون متصدُ
أم القطوف من الأعناب دانية
مثل اللآلئ كالحوراء تكتحل
أم شجرة التوت والأغصان فارعة
ناءت بحمل وقد طابت بها الأكل
هيهات يا دار أن تصفو الحياة بنا ويرجع الجمع بعد النأي مكتمل
لكن روحي ستبقى فيها ساكنة
ما لي بأطمه لا شاة ولا جمل
إن مت يا دار أو طال الفراق بنا
فالصبر يا دار لا يضعف لنا أمل
لابد لليل من صبح يبدده
ويسطع النور والظلماء ترتحل
ويرجع الحق فوق الكون عالية
راياته البيض لا كفر ولا دجل
علائم الصبح قد لاحت مبشرة
لم يبق في الساح لا عُزَّى ولا هُبَل
فأول النصر للأوثان نكسرها
فعل الخليل وفعل المصطفى مثل
أو في حماة يدوس النصب نعلهم والجحش يصعد عن تمثالهم بدن
يا للتفاهة ظنوا أننا بهم
ما للصدارة في أوساطنا رجل