ودعاة الرذيلة لا يهدأ لهم بال ... شق عليهم انسلاخهم عن مظلة الفضيلة...فانهمكوا كل يوم يوقدون نارا للحرب على ما فقدوه من أخلاق...وينصبون لأهلها الشرك..
والمسلمة ذات المكانة الرفيعة في خندق الإيمان تاجها العفة ورداؤها الحياء .. فهي إذن كثيرة الأعداء والشانئين يغيظهم تمنعها عن الخوض في مستنقعهم واستعلاؤها على حضيضهم المسعور بالشهوات .
فها هم يدلسون عليها أنهم من حزب نصرتها وما هم منهم .. يزينون أهوائهم وشهواتهم في زخرف من القول ليخدعوها بالبريق ويستدرجوا خطاها لخندقهم الموحل ..
فإن رأوها زادت في كبريائها وأبت إلا العفاف ... أرادوا لها سفورا من نوع آخر سفورا يخضع فيه (القـــلم) بالقول ..وتلين لهجة (الأحـــرف) المتمايلة .. يقولون: إيمانكِ في قلبكِ.. وأما هــاهنا... فدلال من وراء حجاب .. بعيدا عن الشبهات .. عجبي !!
ها هي كلماتهم تترى .. تريدكِ أنتِ ... تتغزل بأحرفكِ .. تبوح عن إعجاب بأسلوبكِ ... وأنكِ الأديبة التي لا تبارى ...وصاحبة الهمسات العالقة في الأذهان ..والذهن النير المتوقد ... أنتِ رقم واحد في المنتديات ... مختلفة عن الباقيات !!
والبدايـــــة... دعوة بسيطة ... وسؤال بريء ... وسلام عابر .. ويوما بعد يوم تطول أسطر الحديث وساعاته ... وإنما يريدونها خطوة أولى منكِ ... تنازل بسيط لا يضر ... ولهف نفسي إنه ليجر وراءه الخطوات ... وإنه لتتبعه سيول الحسرات .. وقد أوقع في القلب ما أوقع .. ومخدوعة هي مسكينة ...في الخصام غير مبينة ..
وما أفجعها ثلمة في شرف تلوكه الألسن بعد عز !!
وعتبي عليكِ أنتِ ... يا درة الأكوان ... يا أغلى الجمان ...
كيف لا يطمعون ... وهذا اسمكِ المستعار ... آية في الدلال!!
كيف لا يطمعون ... وردودكِ جاوزت الحد في لين القول وطغى منكِ الثناء والبوح بالإعجاب جهارا!!
كيف لا يطمعون .. وقد تعمدتِ التعرض لفتنة القول في محادثتهم ...
الثّقافة لها دور، فهي الحاكم، متى كانت حيّة قويّة فاعلة، فإذا ضعُف نظام القيم والأخلاق وذبلت الثّقافة، يصير قاعدة السّلوك هو " تحقيق الرّغبات السّلوكية " دون اعتبار للجماعة وسلامتها، بل دون مراعاة للمستقبل.
إذن لا خلاف في أنّ الأخلاق من سمات الإنسان الجوهرية، فبالأخلاق يتحدّد وبها يتميّز عن سائر المخلوقات، كما يتميّز بالعقل،فالإنسان كان ذو أخلاق، ولا تتقيّد الأخلاق بزمان دون غيره، ولا تنحصر بمجتمع دون آخر، بل هي نصبب الإنسانية جمعاء في كلّ زمان ومكان.