من أعظم ما يبحث عنه الشاب والفتاة في دنياهم "السعادة وطرد الهم " بل هو أمر أجمع عليه البشر كلهم , ولو تأمل متأمل لوجد أن الأكثرين قد ضلوا السبيل في ذلك .
ولعل "طريق الشهوات الجنسية والملذات الجسدية " هو الطريق الأكثر سلوكاً , في دنيا الشباب والفتيات , لأن النفوس قد جُبلت على حب هذه الملاذ - فتنة وابتلاءً - , أضف إلى ما قام به أعداء الملة , من تزيين هذه الشهوات , والتفنن في فتنة شبابنا وفتياتنا بها .
وإني سائل كل من وقع في هذه الشهوات المحرمة , والملاذ العفنة , ما الذي جنيته من هذه الشهوات , وأي لذة أشبعتها تلك النزوات المحرمة؟
إن حال من أدمن هذه الشهوات كحال من رأى البحر , وكان في حالة عطش شديد , فظن أن فيه الري , وإذهاب الظماء, حتى إذا ما شرب منه , لم يزدد إلا عطشا !!
وأن أهل الشهوات يعيشون الأمرين معها , في تحصيلها أولاً , وتبعاتها ثانيا .
ويعيشون أشد أنواع الألم حتى وإن توهم أحدهم أنه في سعادته , ذكر هذا كل من عاقر هذه الشهوات المحرمة .
ومما يُؤسف له انجراف كثير من شبابنا وفتياتنا نحو هذه الشهوات , حتى أصحبت الشغل الشاغل لكثير منهم , ولو أنصفوا من أنفسهم لعلموا أنهم لم يجنوا من ورائها إلا التعب والهم , والضيق والضنك , وبرهاناً على ذلك أنظر في أسئلة من وقع في هذه المنكرات , وكيف أنهم ما وجدوا إلا سراباً خادعاً , وضيقاً وغماً , وألماً غير منقطع .
أقول للمجتمع رجالا ونساء:
انظروا إلى المرأة نظرة منصفة عادلة، ولا تلقوا عليها باللوم الكامل دائما، فكل منّا محاسب على أفعاله فالذي ينظر أو يتحرش أو... مسئول ومحاسب على أفعاله، والتي تتزين أو تتبرج فتفتن محاسبة على أفعالها، فاتقوا الله في النساء، ولا تحملوهنّ وحدهنّ أخطاء الرجال، وكفى ظلما للمرأة أيها المجتمع.
وأقول للرجال:
- اتقوا الله في النساء كما وصاكم الرسول صلى الله عليه وسلم.
- فكروا في المرأة بشكل أنضج وأعمق وأشمل من هذه الزوايا الضيقة.
وأقول للنساء:
التزمن بشرع الله ففيه النجاه، ولا تفرطن بما لكنّ وما عليكنّ في الحياة.
التعليق: حتي نكون منصفين فإن الخلل المعرفي في فهم طبيعة الرجل والمرأة خللآ متبادلآ من الطرفين، ويحتاج ذلك لبذل مجهود كبير من المهتمين لتصحيحه
العلاج
يجب علينا أن لا نلتف حول المشكلات بل نعالجها ونواجهها بما تستحقه، كيف يصح بالعقل أن أنهى مدمن المواقع الاباحية عن الإدمان من غير أن أقدم له العلاج الكافى الذى يكفل له أسباب التوقف ويحجب عنه مغريات العودة؟!
كيف يصح هذا؟ وكذلك فى موضوعنا كيف تكون الحملة موجهة إلى الشباب للكف ولا نرى من يتكلم عن سبل المعالجة المنطقية التى تعالج المشكلة من كافة جوانبها - بقدر الإمكان - لمحاصرتها أو للتقليل منها؟
أدعوا للقيام بالواجب كله - بما نستطيع وفى استطاعتنا الكثير والكثير - لا أن نقتصر ببعضه موهمين أنفسنا والناس أن هذا البعض هو الكل فنضيع أوقاتنا هدرا وتظل المشاكل بل تتفاحل!
أظهرت دراسة أن عدد من وصلوا إلى سن الخامسة والثلاثين دون زواج - عدد كبير من الجنسين،
وظاهرة العنوسة متفشية فى كل دول العالم العربى! وذلك غير ما دون هذا السن! فمن من البشر يطيق هذا الحرمان الجنسى؟! لا سيما فى مجتمعاتنا المشهورة بعادات وتقاليد تغذى هذا الحرمان وتهيجه، ونحن نستطيع محاربتها ومعالجتها ولا نفعل كارتفاع تكاليف الزواج بدون أى داع، وكالمعاملة التى يتعامل بها ملاك العقارات مع الشباب معاملة بروح تجارية لا إنسانية ولا اجتماعية، وكمدى الإغراء الجنسى والتهييج الذى تعج به منابرنا الإعلامية مصورة ومرئية!
وغير ذلك من الأساليب التى يعرفها المتخصصون كثير، ثم بعد ذلك يخرج هذا الشاب التعيس إلى الشارع فيجد البنات والنساء يلبسن ملابس تظهر مفاتنهن وتذوقها فى عين المسكين كما وصفهن نبينا - صلى الله عليه وسلم – بـ"كاسيات عاريات" هن كاسيات لكن كسوتهن تظهر مفاتن أجسامهن، فكيف يطيق الشباب المسكين كل هذه الإغراءات؟ يقول الدراسة الاختناق الاقتصادى الذى يؤدى إلى التعطل، وكذلك الاختناق الجنسى الذى يحول دون الزواج، كلاهما عائق عن نمو الشخصية، بل كلاهما يدفع إلى الإجرام أو الرذيلة، والمجتمع الحاضر هو المسؤول وحده عن هذا النظام، والنصح للفرد بأن يعالج هذه الحال بكيت وكيت هو كلام سخيف عقيم".
أدعو المفكرين والباحثين إلى القيام بحملة عامة على كل المستويات لتوعية الناس وتحريك الحكومة لمعالجة هذه المشكلة من كافة جوانبها - بقدر الإمكان - ولن نعدم باحثين ومفكرين درسوا المجتمع وتوصلوا لحلول إبداعية ولا ينقصهم سوى تعميمها على الناس لخلق وعيا عاما لديهم بها، ثم تأخذ طريقها للتنفيذ القانونى والإنسانى والشعبى.