دور افكار مدارس الإدارة في اختيار أساليب التطوير الإداري :ـ
إن تناول أهمية واثر أفكار مدارس الإدارة في اختيار أساليب التطوير
الإداري وان المسألة ليست عفوية متروكة إلى اختيارات الإداري المشرف على
عملية التطوير الإداري أو التدريب.
فيما سبق تم التعرف على المدارس الفكرية للإدارة و إيجاد علاقة بين
الكيان المعرفي المتعلق بتلك المدارس الفكرية واختيار مدخل التطوير الإداري
وعلاقة تلك المداخل باختيار أساليب التدريب وان الكيان المعرفي للإدارة
بالإمكان تقسيمه إلى ثلاث مجموعات فكرية هي:ـ (6)
1ـ مجموعة الأفكار العلمية :ـ
وهي التي تقول بأهمية المبادئ إنما تظهر في نتائجها العملية وان النتائج
العملية تتحقق فقط بواسطة اتخاذ قرارات عملية وصائبة لذلك فأن الفعالية
الأساسية للمدير هي التعامل مع الواقع بواسطة اتخاذ القرارات فالمبادئ تصبح
لاقيمة لها إذا لم تثبت إمام الواقع العملي وتمتحن من خلاله عن طريق صنع
القرارات العملية والصائبة هذه القرارات التي يجب أن تتخذ في إطار التقدير
والتقييم الجيد والصائب القائم على أساس الخبرة الجيدة لهذا فان التطوير الإداري
لابد أن يقوم على الممارسة الجيدة ( التدريب أثناء العمل ) أو في قاعات
التدريس باستخدام أساليب ومنهجيات تدريبية بإمكانها أن تنقل الواقع من المكاتب
والورش إلى قاعات التدريس بواسطة الحالات الدراسية وغيرها 0
2ـ مجموعة الأفكار السلوكية :ـ
وهي التي تقول بأنه مادامت الإدارة تعني عمليات انجاز الأعمال بواسطة الآخرين ومع الآخرين لذا فأنها في الحقيقة والواقع تعني إدارة الناس أي العاملين ولأجل تحقيق الإدارة الفعالة للعاملين والتأثير عليهم وزجهم في العملية الإنتاجية فان هذا يستدعي وجود عدد من المهارات الإنسانية لدى المديرين تلك المهارات التي بالإمكان صقلها وتطويرها عن طريق الملاحظة والممارسة وعن طريق دراسة السلوك الإنساني مثل علم النفس وعلم الاجتماع والانثروبولوجي لغرض تحديد دوافع العمل لدى الإنسان كيف يعمل ضمن جماعات العمل الصغيرة وجماعات العمل الكبيرة ضمن التنظيمات الواسعة والمعقدة .
ومن أساليب التطوير الإداري التي بالإمكان استخدامها في مجال التأثير على الاتجاهات السلوكية للإداري أو للعاملين عموماً هو أسلوب (تدريب الحساسية ) الذي يهدف إلى تطوير جوانب معينة من المهارات الإنسانية بدلاً من اكتساب المعارف الإدارية التي يؤمل في الغالب انبثاق هذه المهارات عنها .
3ـ مجموعة الأفكار الرياضية :ـ
وهذه تمثل مجموعة من الأفكار والاتجاهات الحديثة وهي في حقيقتها احدث الأفكار في الإدارة حيث تفترض هذه الأفكار إن الواجب الأساسي للمديرين هو اتخاذ القرارات وان عملية اتخاذ القرارات يفترض بها إن تكون مقننة ومنطقية وان كل ماهو مقنن ومنطقي بالإمكان ترجمته إلى عمليات رياضية بسيطة أو معقدة هذه العمليات التي يمكن وضعها على شكل نماذج كمية تعالج بمساعدة بعض الأجهزة الحسابية مثل الحاسب الآلي والأمر الهام بالنسبة إلى هذه العمليات الصحيحة والطرق المنطقية الصائبة .
ومن هذا يتضح إن المهارة الإدارية المطلوب توافرها عند المدير هي المهارة المتمثلة في القدرة على التحليل،والقدرة على التحديد الكمي للأمور الإدارية المطروحة والقدرة على بناء النماذج والقدرة على تكوين البدائل والقدرة على تحديد الاحتمالات والقدرة على الاختيار من بين مجموعة البدائل المطروحة.
إن مثل هذه المهارات بالإمكان تطويرها باستخدام العمليات التربوية التقليدية( المحاضرة، المناقشة ، استخدام السبورة، الشرح والأمثلة) فلا يحتاج الأمر إلى الخبرة العملية والممارسة الطويلة كما ذكرت مجموعة الأفكار العملية أو تدريب الحساسية كما ذكرت مجموعة الأفكار السلوكية .
والتطوير الإداري في هذه الحالة يحتاج إلى التأكيد على جوانب التدريب والتعليم الكمي وبناء النماذج واستخدام الحاسب الالكتروني .
إن الجهاز أو الإدارة المسؤولة عن التطوير الإداري في الوزارة أو المنشأة أو المنظمة تحتاج إلى وقفة تأمل وتدقيق الأفكار الإدارية كما وردت في المجموعات الثلاثة لتحديد موقفها لان تحديد الموقف هذا سيمهد الطريق لاختيار
أساليب التطوير الإداري التي هي أكثر ملائمة مع الأفكار الإدارية المختارة وبالتالي سيحدد المنطلقات والاتجاهات الفكرية لعملية التطوير الإداري، فإذا حازت الاتجاهات الفكرية والسلوكية على قناعة القائمين بعملية التطوير الإداري فأن احد النتائج تكون الاهتمام بالأفكار والمواضيع ذات الصلة والعلاقة بمايلي:ـ
1 أهمية القيادة الإدارية والأنماط القيادية في الإدارة (نظريات القيادة ) .
2 أهمية دوافع العمل لدى العاملين ( نظريات دوافع العمل ) .
3 التحفيز ( مدرسة العلاقات الانسانية ) .
4 الاتصالات ( مدرسة العلاقات الانسانية ) .
5 جماعات العمل غير الرسمية( مدرسة العلاقات الانسانية ) .
6 الاهتمام بالعاملين وخلق الرضا النفسي لديهم عن العمل وعن الإنتاجية
وتحديد جوانب هذا الاهتمام وأساليب خلق الرضا وطرق التعامل الإنساني
مع العاملين.
إن تدريس هذه المواضيع الإدارية وتدريب المديرين على المهارات السلوكية يحتاج إلى استخدام أساليب تدريبية تنسجم وهذه المواضيع مثل استخدام أسلوب تقمص الأدوار أو أسلوب تدريب الحساسية .
ولما كانت الأساليب التدريبية واختيار المناسب منها مع الاتجاهات الفكرية للتطوير الإداري يعتبر جزء مهم ومكمل لعملية التطوير الإداري لذلك يجب أن نتطرق بشكل مفصل لأساليب التدريب وملائمة كل أسلوب مع الاتجاهات الفكرية في الإدارة والمنطلقات الفكرية للتطوير الإداري .
المصدر :
http://www.sst5.com/readArticle.aspx?ArtID=1274&SecID=76