إلى كل عربي يرتضي غير العربية لغة له...
.
.
.
استقلال اللغة من مظاهر استقلال الذات، ووحدة اللسان جزء من معنى الأمة، ومعنى من معاني الوحدة الوطنية، لأن اللغة هي وعاء الثقافة، و من اختار لغة قوم فقد خطا خطوات عملاقة باتجاه فكرهم، و نمط عيشهم، و لذلك قال شارل ديغول للفرنسيين: ( إن أردتم أن تروج بضاعتكم في العالم فانشروا الفرنسية). هكذا لمن أراد أن يبيع البضاعة، فما بالك بمن أراد أن يبلغ رسالته للعالم.
و كثير ممن يرجعون سبب تخلفنا و انهيار اقتصادنا و ضياع أمتنا هو مطالبتنا بتعميم اللغة العربية و تمسكنا بديننا الحنيف، و لكن عندما نستقري واقعنا منذ الاستقلال إلى اليوم، نجد أمور بلادنا تدار و تسير و تبرمج باللغة الأجنبية، و تخطط لها عقول تحمل أفكارا غريبة عن فكرنا.نقول لهؤلاء الذين يتهمون العربية و الإسلام بالتخلف و التدهور: متى سيرت الإدارة بالعربية أو حكمت بمفاهيم إسلامية؟ لماذا اليهود يتعاملون و يسيرون شؤون إداراتهم بالعبرية ؟ لو لم تكن العربية لغة علم لما نزل بها القرآن، قال تعالى: { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، أأنتم أعلم أم الله ؟ هناك شيء عشش في العقول فدمر الأفكار و غزا الأفئدة و هو الغزو الفكري.